يعاني فريق حسنية أكادير، الذي يُعدّ من الأندية الرياضية العريقة في المغرب، من أزمة مالية خانقة تهدد استقراره وتطوره. في ظل هذه الأوضاع الصعبة، يُتوقع من المكتب المسير للنادي تبني سياسة تقشفية صارمة تساهم في تخفيف الأزمة وإعادة التوازن لميزانية النادي. لكن ما يحدث على أرض الواقع يشير إلى عكس ذلك تمامًا، حيث نجد بعض أعضاء المكتب المسير يستنزفون المال في أمور يمكن الاستغناء عنها، ومن أبرز هذه التجاوزات الزيادات العشوائية لرواتب بعض المدربين.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: ما هي الدوافع الحقيقية وراء هذه الزيادات غير المبررة؟ هل هي مجرد سوء إدارة، أم أن هناك مصالح خفية وأهداف شخصية وراء هذا التبذير غير المبرر لأموال النادي؟
تُعد هذه الزيادات العشوائية مؤشرًا على غياب الشفافية والمحاسبة داخل المكتب المسير. فالقرارات المالية في هذه الظروف يجب أن تكون مدروسة بعناية وتخضع لمعايير واضحة تهدف إلى تحسين أداء الفريق وتخفيف الضغوط المالية. لكن في حالة حسنية أكادير، يبدو أن بعض القرارات تُتخذ لأسباب لا تتعلق بالمصلحة العامة للنادي، بل قد تكون مرتبطة بمصالح شخصية لأعضاء المكتب المسير.
يمكن أن تكون الدوافع وراء هذه الزيادات متعلقة بمحاولات استرضاء بعض المدربين أو الحفاظ على ولائهم لأسباب لا علاقة لها بتطور الفريق. كما يمكن أن تكون هناك ضغوط من جهات خارجية تؤثر على قرارات المكتب، مما يؤدي إلى تبني سياسات غير عقلانية تزيد من تعميق الأزمة بدلاً من حلها.
من الممكن أيضًا أن يكون وراء هذه الزيادات أهداف سياسية أو اجتماعية، حيث يسعى بعض الأعضاء لتعزيز نفوذهم داخل النادي أو استخدام مناصبهم لتحقيق مكاسب شخصية على حساب مصلحة الفريق. وهذا النوع من الإدارة يؤدي إلى فقدان الثقة بين الجماهير والنادي ويعزز الشعور بأن الفريق يُدار من قبل مجموعة من الأفراد الذين يضعون مصالحهم فوق مصلحة النادي.
الاستمرار في هذه السياسة غير الحكيمة قد يؤدي إلى نتائج كارثية على المدى الطويل، إذ لا يمكن للنادي أن يخرج من أزمته المالية ما لم يكن هناك إصلاح جذري في طريقة إدارة الموارد المالية. يتطلب الوضع الحالي تبني نهج تقشفي صارم، مع إعادة تقييم كل النفقات والقرارات المالية التي تُتخذ داخل النادي.
يمكن القول إن الأزمة المالية التي يعيشها نادي حسنية أكادير تتطلب إدارة رشيدة وشفافة تضع مصلحة الفريق فوق أي اعتبارات شخصية أو سياسية. إن استمرار استنزاف المال في أمور غير ضرورية يعمق الأزمة ويهدد مستقبل النادي، مما يستدعي تدخلًا عاجلًا لإصلاح الوضع وضمان عودة الفريق إلى مساره الصحيح.