تعاني مدينة القليعة، التابعة لإقليم إنزكان آيت ملول، من أزمة حادة في النقل الحضري، حيث تراجع عدد الحافلات العاملة في المنطقة بشكل ملحوظ، مما أدى إلى اكتظاظ شديد في محطات الوقوف. هذه المشكلة أصبحت مشهداً يومياً مألوفاً لسكان المدينة ومستعملي وسائل النقل الحضري، حيث لم يعد الازدحام مقتصراً على أوقات الذروة، بل يمتد طيلة اليوم.
من بين الأسباب الرئيسية التي أدت إلى هذه الأزمة، التراجع الواضح في أسطول حافلات شركة “ألزا”، وهو ما دفع الكثير من المواطنين إلى الاعتماد بشكل كبير على سيارات الأجرة. لكن قلة عدد سيارات الأجرة أيضاً يزيد من حدة المشكلة، حيث يضطر الركاب أحياناً إلى الانتظار لفترات طويلة في محطات النقل، ما يضعف من مستوى الخدمة العمومية ويزيد من مشقة التنقل.
مشاكل النقل تزيد من أعباء سكان القليعة يعد مشكل النقل في مدينة القليعة قضية رئيسية تُثقل كاهل المواطنين، خصوصاً أن الكثير منهم يعملون أو يدرسون خارج المدينة، في كل من أيت ملول، إنزكان، وأكادير. قلة وسائل النقل تعني أن هؤلاء السكان يضطرون إلى الانتظار لفترات طويلة، سواء تحت حرارة الشمس أو قسوة البرد، للوصول إلى وجهاتهم.
وتفاقمت الأزمة بسبب تفضيل سيارات الأجرة نقل الركاب إلى مدينة أيت ملول، ما يضطر الركاب إلى استخدام سيارة أجرة أخرى للوصول إلى مدينة إنزكان، الأمر الذي يضيف عبئاً مادياً إضافياً على السكان.
نمو ديموغرافي كبير وضعف في خدمات النقل مدينة القليعة تعرف نمواً ديموغرافياً ملحوظاً، حيث يتجاوز عدد سكانها 100 ألف نسمة. ولكن، ورغم هذا النمو السكاني المتزايد، فإن عدد سيارات الأجرة المأذون لها بالعمل في المدينة لا يتجاوز 14 مأذونية فقط، وهو عدد لا يتناسب مع احتياجات السكان اليومية.
هذا الوضع دفع العديد من المواطنين للمطالبة بزيادة عدد المأذونيات وتشجيع خدمات النقل المزدوج، بالإضافة إلى إنشاء خطوط جديدة للنقل العمومي تربط المدينة بباقي المناطق المحيطة بها مثل إنزكان وأكادير.
حلول مقترحة لتخفيف الأزمة لحل أزمة النقل في القليعة، يُقترح زيادة عدد الحافلات المخصصة للمدينة، وتوسيع نطاق الخدمة لتغطية احتياجات السكان اليومية، خاصة في أوقات الذروة. كما يمكن زيادة عدد سيارات الأجرة والمأذونيات المخصصة للمدينة لتخفيف العبء عن السكان، إضافة إلى تشجيع النقل المزدوج وربط المدينة بشبكة أوسع من النقل العمومي التي تصلها بمحيطها.
كما يبقى تحسين البنية التحتية للنقل وإنشاء محطات وقوف مريحة وآمنة من بين الحلول التي من شأنها تخفيف معاناة المواطنين، وتمكينهم من التنقل بسلاسة أكبر، دون مواجهة مشقة الانتظار أو الازدحام.