دعت هيئة رئاسة فرق الأغلبية بمجلس النواب المغربي الحكومة إلى الإسراع في وضع رؤية استراتيجية واضحة، تضع تشغيل الشباب وتشجيع الاستثمار في مقدمة أولوياتها خلال الفترة المتبقية من الولاية الحكومية. يأتي هذا التوجه كاستجابة مباشرة لمواجهة التحديات المتزايدة التي تعاني منها فئة الشباب، لا سيما فيما يتعلق بتفاقم البطالة والإحباط الذي تجسد بشكل واضح في الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة الفنيدق. هذه الأحداث، التي عبرت عن عمق الإحباط واليأس لدى نسبة كبيرة من الشباب، أظهرت الحاجة الملحة لاتخاذ تدابير عاجلة وشاملة لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية.
وأعربت الهيئة عن أسفها العميق إزاء التطورات المؤسفة في مدينة الفنيدق، مؤكدة أن هذه الأحداث تعكس الوضع المعقد الذي تعاني منه شريحة واسعة من الشباب المغربي، خصوصًا في المناطق التي تعاني من الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية. وفي هذا السياق، دعت الهيئة الحكومة إلى التحرك السريع من خلال تبني سياسات واضحة تهدف إلى معالجة هذه التحديات، مع التركيز على تحقيق التنمية الشاملة التي تستفيد منها الفئات الأكثر تضررًا.
كما حثت الهيئة الشباب المغربي على اغتنام الفرص المتاحة داخل الوطن، والمساهمة في بناء مستقبله عبر الانخراط في مسارات التنمية التي تسعى الحكومة إلى تفعيلها، مشددة على أهمية تهيئة بيئة داعمة للشباب من خلال تحسين البنية التحتية وفرص العمل.
وأكدت الهيئة على ضرورة إجراء دراسات معمقة لفهم الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة المعقدة، واقتراح حلول شاملة ومستدامة لمعالجتها، ومن بين هذه الحلول المقترحة:
تعزيز فرص التشغيل: من خلال دعم خلق فرص عمل جديدة للشباب، وتوسيع نطاق البرامج التدريبية المهنية التي تؤهلهم لسوق العمل. كما ينبغي تشجيع الاستثمار في القطاعات الواعدة التي يمكن أن تسهم في خلق وظائف جديدة وتوفير دخل مستدام.
تحسين الخدمات الاجتماعية: يتطلب الأمر تعزيز الخدمات الصحية والتعليمية المقدمة للشباب، بالإضافة إلى دعم المبادرات الشبابية في المجالات الثقافية والرياضية، التي يمكن أن تسهم في تنمية قدرات الشباب وفتح آفاق جديدة أمامهم.
مكافحة الفقر: يشكل الفقر أحد الأسباب الرئيسية للهجرة غير النظامية. لذا، يجب على الحكومة وضع برامج فعالة تهدف إلى الحد من الفقر وتحسين مستوى المعيشة، خاصة في المناطق المحرومة والمهمشة.
تعزيز الحوار مع الشباب: فتح قنوات حوار فعالة مع الشباب هو أحد المفاتيح لمعالجة الإحباط واليأس. يجب الاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم والعمل على إشراكهم في صياغة السياسات التي تؤثر على حياتهم ومستقبلهم.
وأخيرًا، أكدت الهيئة على ضرورة تضافر الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتحقيق هذه الأهداف. فالعمل الجماعي والتنسيق بين مختلف الأطراف هو السبيل الأمثل لبناء مستقبل أفضل للشباب المغربي، يضمن لهم الكرامة والفرص الحقيقية لتحقيق ذواتهم داخل وطنهم.