“التضامن السوسية”حين صوّت التوافق وسقطت الكولسة: الحسن بلاج رئيسا بالإجماع

شهدت الساحة السياسية المحلية محطة انتخابية مهمة تمثلت في انتخاب الحسن بلاج، عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، رئيسًا لمجموعة الجماعات الترابية “التضامن السوسية”، وهي الهيئة المسؤولة عن تدبير مرفق حفظ الصحة والمقبرة الجماعاتية. وجاء هذا الانتخاب بإجماع الأعضاء الحاضرين، وسط غيابات لافتة ألقت بظلالها على الحدث وأثارت تساؤلات حول أبعادها السياسية.

غيابات تطرح علامات استفهام

رغم أن الجلسة انتهت بتوافق حول انتخاب الحسن بلاج، إلا أن بعض الغيابات البارزة حملت رسائل سياسية واضحة. فقد قاطع الجلسة عصام لميني، العضو عن حزب التجمع الوطني للأحرار، في خطوة تعكس تصاعد التوترات داخل الحزب، خاصة بعد خلافه العلني مع المنسق الإقليمي رشيد المعيفي. هذا الصراع الداخلي ألقى بظلاله على مجريات التصويت، حيث كان البعض يتوقع تدخله لدعم مرشح آخر، لكن غيابه أفسح المجال أمام انتخاب بلاج بالإجماع.

كما غابت عن الجلسة زينة بوشبوك، المنتمية إلى حزب الاستقلال، على خلفية قرار قضائي قضى بتجريدها من عضوية المجلس الجماعي. ورغم أن غيابها كان متوقعًا، إلا أنه أضاف عنصرًا آخر للفراغ داخل التشكيلة الحاضرة.

سقوط رهانات وفشل حسابات

لم يكن انتخاب بلاج مجرد فوز إداري، بل شكل سقوطًا لرهانات سياسية حاولت فرض معادلات أخرى داخل مجموعة “التضامن السوسية”. فقد قاد النائب الثاني لرئيس جماعة أيت ملول، بدعم من حزب التجمع الوطني للأحرار، محاولات لاستقطاب الأصوات لصالح مرشح منافس، لكنه لم ينجح في تحقيق أي اختراق، في ظل تماسك باقي الأعضاء خلف الرئيس المنتخب.

التشكيلة المنتخبة

أسفرت عملية التصويت عن انتخاب المكتب المسير التالي:

الرئيس: الحسن بلاج (الاتحاد الاشتراكي)

النائب الأول: سعاد فائق (التجمع الوطني للأحرار)

النائب الثاني: ياسين عبد الرحيم (الاستقلال)

النائب الثالث: سيرة بن رابح (التجمع الوطني للأحرار)

كاتب المجلس: هشام الشجعي (الاتحاد الاشتراكي)

نائبه: خديجة البنون (الاتحاد الاشتراكي)

تطلعات وانتظارات

بعد انتخابه، عبر الحسن بلاج عن التزامه بإدارة تعتمد على الحكامة الجيدة والتشاركية، مشددًا على ضرورة تجاوز الحسابات الضيقة والتركيز على النهوض بالخدمات الأساسية التي تقدمها المجموعة الترابية.

وبهذا الانتخاب، باتت الأنظار متجهة إلى مستقبل المجموعة، وسط توقعات بمرحلة جديدة من الإصلاح والتطوير، مع استمرار التساؤلات حول مصير الغائبين وما إذا كانت تغيباتهم ستؤثر على مسار العمل الجماعي مستقبلًا.

الأخبار ذات الصلة

المزيد من الأخبار جار التحميل...لا يوجد المزيد من الأخبار

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *