أكادير – التحدي24
أكد وزير النقل واللوجيستيك، عبد الصمد قيوح، أن جهة سوس ماسة تتجه بخطى واثقة نحو ترسيخ موقعها كقطب اقتصادي ولوجيستيكي استراتيجي، بفضل مشاريع مهيكلة واستثمارات عمومية وخاصة تفوق 3 مليارات درهم، وذلك خلال كلمته الافتتاحية في اللقاء الجهوي الرابع للوجيستيك، المنعقد بأكادير اليوم الجمعة 11 أبريل 2025.
– منصة جهوية للتنمية والربط الوطني :
وشدد قيوح، خلال هذا الموعد الوطني الهام، على أن هذه اللقاءات تشكل مناسبة لتعزيز التعاون بين مختلف المتدخلين في القطاع وتوحيد الرؤى لجعل اللوجيستيك رافعة تنموية قادرة على مواكبة الدينامية الاقتصادية المتسارعة في مختلف جهات المملكة، وخصوصاً جهة سوس ماسة.
واستحضر الوزير في كلمته التوجيهات الملكية التي شددت على ضرورة جعل الجهة حلقة وصل استراتيجية بين شمال وجنوب المغرب، انطلاقا من طنجة ووجدة وصولاً إلى الأقاليم الصحراوية، مبرزاً أن ما تشهده الجهة من مشاريع لوجيستيكية كبرى يندرج في هذا التوجه الاستراتيجي.
– مشاريع رائدة ترسم مستقبل اللوجيستيك بالجهة
ومن بين المشاريع البارزة التي تم تسليط الضوء عليها:
إعادة تأهيل ميناء أكادير، بغلاف مالي يبلغ 500 مليون درهم، يهدف إلى تحسين بنياته التحتية وكفاءته التشغيلية، وتعزيز قدراته التصديرية نحو أسواق جديدة.
مشروع “أكادير أتلنتيك هاب” (الميناء الجاف) الذي يمتد على 50 هكتاراً بمنطقة الدراركة، باستثمار يفوق مليار درهم، سيربط أنشطة التصدير عبر النقل الطرقي بميناء طنجة المتوسط.
المنطقة اللوجيستيكية بالقليعة، التي تغطي 45 هكتاراً، وتُعد أول منطقة لوجيستيكية للتجميع على المستوى الوطني، بتكلفة 350 مليون درهم، مع إمكانية جذب استثمارات خاصة بـ800 مليون درهم وإحداث أكثر من 500 منصب شغل مباشر.
وأشار الوزير إلى أن النجاح الذي حققته المرحلة الأولى من المشروع دفع إلى التخطيط لتوسعة مستقبلية قد تصل بالمنطقة اللوجيستيكية إلى 172 هكتاراً.
–اللوجيستيك رافعة للنمو وترسيخ العدالة المجالية:
أكد قيوح أن قطاع اللوجيستيك أصبح اليوم عاملاً محورياً في هيكلة الاقتصاد وتسريع التنمية المجالية، لا سيما في سياق التحديات العالمية المتسارعة، كالتضخم وتذبذب سلاسل الإمداد، مما يفرض الحاجة إلى أنظمة نقل حديثة وفعالة ومستدامة.
وأوضح أن وزارة النقل واللوجيستيك، بتنسيق مع الوكالة المغربية لتنمية الأنشطة اللوجيستيكية، تعمل على تسريع وتيرة تنزيل الاستراتيجية الوطنية في هذا المجال، من خلال إحداث 750 هكتاراً من المناطق اللوجيستيكية على الصعيد الوطني في أفق سنة 2028، مع إعطاء الأولوية للمناطق الجنوبية تماشياً مع أهداف الجهوية المتقدمة.
–تحديات دولية واستعدادات وطنية :
وارتباطاً بالتظاهرات الكبرى التي تستعد المملكة لاحتضانها، على رأسها نهائيات كأس العالم 2030، شدد الوزير على ضرورة الرفع من جاهزية المنظومة اللوجيستيكية الوطنية بما يتماشى مع المعايير الدولية التي تفرضها الهيئات المنظمة.
وختم الوزير كلمته بتوجيه الشكر للمنظمين والشركاء على حسن التنظيم، مؤكداً على أهمية هذه اللقاءات الجهوية في تقوية التنسيق بين مختلف الفاعلين ورفع تحديات اللوجيستيك، لما فيه مصلحة الاقتصاد الوطني والمجالات الترابية.