حزب الاستقلال بإنزكان أيت ملول يعقد دورة المجلس الإقليمي تحت شعار: “تقوية المسار الديمقراطي رهين بتخليق الحياة العامة”

احتضنت مدينة أيت ملول، بعد ظهر اليوم السبت 19 أبريل 2025، فعاليات الدورة الإقليمية لحزب الاستقلال تحت شعار “تقوية المسار الديمقراطي رهين بتخليق الحياة العامة”. ترأست أشغال الدورة السيدة زينب قيوح، عضو اللجنة التنفيذية للحزب، بحضور نخبة من أطره ومناضليه، في جو ساده الانضباط والمسؤولية.

حضور قيادي ومطالبات بتخليق السياسة

تميزت الدورة بحضور وازن لأطر ومناضلي الحزب، وفي مقدمتهم السيد خالد الشناق، النائب البرلماني عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، والسيد ميلود باصور، المفتش الإقليمي للحزب، والسيد هشام باصور، الكاتب المحلي للحزب، والسيد محمد بكيز، رئيس المجلس الجماعي للقليعة، إلى جانب عدد مهم من أعضاء المكتب الإقليمي وممثلي الهيئات والتنظيمات الموازية للحزب.

في كلمتها الافتتاحية، نوهت السيدة زينب قيوح بالدينامية التنظيمية التي يشهدها الحزب، وأشادت بدور مناضليه في الدفاع عن قضايا المواطنين. من جانبه، حمل النائب خالد الشناق في مداخلته “غياب القيم في الممارسة السياسية” مسؤولية الأزمة الأخلاقية التي يواجهها المغرب، مؤكدًا أن “تخليق الحياة العامة يمثل شرطًا أساسيًا لاستقرار المسار الديمقراطي”.

انتقادات للسياسات الحكومية وتدهور قطاع الفلاحة

انتقد الشناق بشدة الاختلالات التي يعاني منها قطاع الفلاحة، مستنكرًا ما وصفه بـ “التناقض الصارخ في الأرقام الرسمية” المتعلقة بأعداد القطيع الوطني، والتي تراجعت بشكل كبير من 7.5 مليون رأس إلى 3 ملايين فقط. وتساءل عن مدى دقة إحصائيات وزارة الفلاحة أو مصداقية المندوبية السامية للتخطيط. كما اعتبر أن “إخفاق مخطط المغرب الأخضر كان له تداعيات وخيمة على الثروة الحيوانية، وهو ما سبق لحزب الاستقلال أن حذر منه”.

وفي سياق اقتصادي آخر، هاجم الشناق “الجشع التضخمي” الذي تشهده أسواق الأغنام والمحروقات، مطالبًا الحكومة بضرورة تخفيض أسعار الوقود “بدرهمين على الأقل” لمواكبة الانخفاضات العالمية. وأشاد في الوقت نفسه بقرار الملك القاضي بإلغاء مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى، معتبرًا إياه خطوة إيجابية لتخفيف الأعباء على الأسر المغربية.

نقد بناء للحكومة رغم المشاركة فيها

على الرغم من مشاركة حزب الاستقلال في الائتلاف الحكومي بأربع حقائب وزارية (التجهيز والنقل، التجارة والصناعة، التضامن والأسرة)، شدد الشناق على أن الحزب “لا يمنح الحكومة تفويضًا مطلقًا”، مؤكدًا تبنيه لنهج “النقد البناء”. واستشهد في هذا الصدد بموقف الحزب من قضية “دعم استيراد الأغنام”، حيث كشف عن وجود “مضاربين استغلوا الظرفية لتحقيق مكاسب على حساب القدرة الشرائية للمواطنين”.

تأهيل النخب ودعم التنمية المحلية

اختتمت أشغال الدورة بالتأكيد على أهمية “تأهيل كفاءات حزبية جديدة” قادرة على مواجهة التحديات الراهنة، وضرورة تعزيز التنمية المحلية، خاصة في جماعات مثل القليعة التي نالت إشادة المشاركين لما وصفوه بـ “تحولها النموذجي تحت القيادة الاستقلالية”.

يُشار إلى أن هذا اللقاء يندرج في إطار استعدادات حزب الاستقلال للاستحقاقات والحوارات السياسية المقبلة، حيث يتبنى الحزب خطابًا جريئًا في نقد أدائه لشركائه في الحكومة، مع الحفاظ على توجه توافقي يضع “حماية القدرة الشرائية للمواطن” على رأس الأولويات.

A.Bout

الأخبار ذات الصلة

المزيد من الأخبار جار التحميل...لا يوجد المزيد من الأخبار

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *