لحوم سيدي بيبي: شهية الطاجين في مواجهة شبح التلوث.. هل صحة المستهلك في خطر؟

تُعرف جماعة سيدي بيبي في إقليم اشتوكة آيت باها بكونها مركزًا حيويًا لمحلات الجزارة ومقاهي الطاجين التي تستقطب أعدادًا كبيرة من الزوار والمستهلكين. هذه الشهرة مبنية على استهلاك كميات هائلة من اللحوم، مما يجعل التساؤل عن سلامة هذه اللحوم أمرًا حيويًا وملحًا. في ظل التقارير الأخيرة التي كشفت عن الوضع الكارثي للمجزرة الجماعية بالمنطقة، يبرز سؤال مقلق: هل اللحوم التي نتناولها في سيدي بيبي تشكل خطرًا حقيقيًا على صحتنا؟

تقارير صادمة وواقع مقلق
لقد أوضحت التقارير الصادرة عن المصلحة البيطرية الإقليمية لشتوكة آيت باها (الأونسا) بما لا يدع مجالًا للشك أن المجزرة الجماعية بسيدي بيبي تفتقر لأدنى الشروط الصحية. هذه النتائج ليست مجرد تفاصيل إدارية، بل هي مؤشرات خطيرة تؤثر مباشرة على جودة وسلامة اللحوم التي تصل إلى أطباقنا.

غياب النظافة والتعقيم:

عدم توفر المجزرة على مياه كافية للغسل والتنظيف، وغياب الماء الساخن لتعقيم الأدوات، يعني أن اللحوم قد تتعرض للتلوث الجرثومي أثناء عمليات الذبح والتقطيع، حيث تشكوا مصادر نقابية الى ضعف جودة الخدمات المقدمة للجزارين رغم شكاوي هؤلاء لادارة المؤسسة الجماعية التي تسهر جماعة سيدي بيبي على تسييرها.

مشاكل الصرف الصحي والنفايات:

وجود “برك مائية من مياه ملوثة وعادمة” حول المجزرة، وعدم وجود نظام صرف صحي فعال أو أماكن لعزل النفايات، يخلق بيئة خصبة لتكاثر البكتيريا والفيروسات التي قد تنتقل بسهولة إلى اللحوم.


غياب الرقابة على الجزارين: عدم توفر الجزارين على بطائق صحية أو خضوعهم لفحوصات دورية، يضع علامات استفهام كبيرة حول مدى لياقتهم الصحية للتعامل مع اللحوم، ويزيد من احتمالية نقل الأمراض.
مكافحة القوارض والنواقل: غياب برنامج لمكافحة القوارض والنواقل يحول المجزرة إلى بؤرة للجراثيم التي يمكن أن تلوث اللحوم وتسبب أمراضًا خطيرة للمستهلكين.
اللحوم الملوثة: طريق مباشر للأمراض
إن المخاطر الصحية المرتبطة باستهلاك اللحوم غير الصحية متعددة وخطيرة. فاللحوم الملوثة يمكن أن تكون ناقلًا لأمراض بكتيرية والتي يمكن أن تسبب تسممًا غذائيًا حادًا يؤدي إلى أعراض مثل الإسهال الشديد، القيء، الحمى، وفي بعض الحالات، مضاعفات خطيرة قد تهدد الحياة، خاصة لدى الأطفال، كبار السن، وذوي المناعة الضعيفة

بالإضافة إلى ذلك، فإن الظروف البيئية السيئة المحيطة بالمجزرة، مثل المستنقعات والنفايات، تساهم في انتشار الأمراض المنقولة عن طريق الحشرات والقوارض، والتي قد تصل بطريقة أو بأخرى إلى سلسلة الغذاء.

مسؤولية مشتركة ونداء للاستعجال
إن الوضع الحالي في مجزرة سيدي بيبي لا يهدد فقط سمعة المنطقة كوجهة لمحبي الطواجن واللحوم الجيدة، بل يضع صحة الآلاف من المستهلكين على المحك. في ظل تزايد الوعي بأهمية السلامة الغذائية، يتوقع المستهلكون أن تكون المنتجات التي يتناولونها مطابقة لأعلى المعايير الصحية

على الرغم من أهمية الدور الرقابي للأونسا والتقارير التي تصدرها، فإن استمرار هذا الوضع الكارثي يلقي بظلاله على فعالية هذه الرقابة. الحاجة ملحة الآن لتدخل حازم من السلطات المحلية، وعلى رأسها العامل الجديد لإقليم اشتوكة آيت باها، السيد محمد سالم الصبتي، لاتخاذ إجراءات فورية وجذرية لتحسين الوضع في المجزرة.

لا يمكن التهاون في هذا الملف. فصحة المواطن خط أحمر، ولا يمكن أن يُسمح بتقديم لحوم قد تكون ملوثة وتشكل خطرًا على من يتناولها. هل ستتحرك الجهات المسؤولة لضمان أن تبقى “شهية الطاجين” في سيدي بيبي آمنة وموثوقة، أم أن شبح التلوث سيظل يطارد موائدنا؟

A.Boutbaoucht

الأخبار ذات الصلة

المزيد من الأخبار جار التحميل...لا يوجد المزيد من الأخبار