سيدي بيبي… قلب اشتوكة النابض بين الإكراهات التنموية وطموحات الإقلاع

في سياق الدينامية الجديدة التي يشهدها إقليم اشتوكة آيت باها، عقد عامل الإقليم، السيد محمد سالم الصبتي، مساء اليوم الأربعاء25 يونيو 2025 ، لقاءً تواصلياً مفتوحاً مع أعضاء المجلس الجماعي لجماعة سيدي بيبي، من أجل تشخيص واقع التنمية ومناقشة الإكراهات العالقة التي تعيق انطلاقة تنموية حقيقية بهذه الجماعة، التي توصف بـ”القلب النابض” للإقليم.

اللقاء جاء في لحظة حاسمة، حيث تعيش سيدي بيبي تحولات ديموغرافية سريعة، إذ تجاوز عدد سكانها 73 ألف نسمة، بفعل جاذبيتها الاقتصادية وموقعها الاستراتيجي على الطريق الوطنية رقم 1، ما جعلها محط اهتمام واسع، ومركز ثقل يستدعي استجابة تنموية غير تقليدية.

ضغط سكاني وإكراهات هيكلية

ناقش اللقاء في عمقه جملة من التحديات التي تثقل كاهل الجماعة، أبرزها الضغط المتزايد على البنيات التحتية والمرافق الاجتماعية نتيجة النمو العمراني والديموغرافي المتسارع، في ظل ضعف التجهيزات وغياب رؤية شاملة لتأهيل المجالات الحيوية.

وتصدّر مشروع التطهير السائل لائحة الملفات ذات الأولوية، حيث تبلغ تكلفته الإجمالية حوالي 123 مليون درهم، ويُعوّل عليه لإطلاق حزمة من المشاريع المرتبطة بالتأهيل الحضري وتطوير البنية التحتية، بما يليق بمكانة سيدي بيبي كمدخل حضري رئيسي للإقليم.

المجزرة الجماعية… صورة للوضع المهترئ

من بين النقاط التي أثارت انتباه عامل الإقليم والوفد المرافق له، الوضع الكارثي الذي تعرفه المجزرة الجماعية، حيث أُشير خلال اللقاء إلى الحالة المزرية التي توجد عليها هذه المنشأة الحيوية، والتي لم تعد تواكب المعايير الصحية والبيئية المطلوبة، ما يجعلها تشكل نقطة سوداء وسط مركز الجماعة، وتطرح أكثر من علامة استفهام حول جدوى استمرارها بهذا الشكل، دون تدخل مستعجل لإعادة تأهيلها أو التفكير في بديل عصري يحفظ كرامة المهنيين ويصون سلامة المستهلكين.

العقار والمطرح… عقد تنموية خانقة

كما طُرحت خلال اللقاء معضلة العقار، باعتبارها من أكبر الإكراهات التي تعرقل تنفيذ مشاريع مهيكلة، سواء تعلق الأمر بإحداث مرافق عمومية أو فتح المجال أمام الاستثمار. وتم التوقف مطولاً عند إشكالية المطرح الجماعي، الذي بات مصدر إزعاج بيئي خطير، خصوصاً للساكنة القريبة منه.

وفي هذا الإطار، قام العامل بزيارة ميدانية للمطرح، التقى خلالها بعدد من المتضررين، واستمع إلى شكاواهم وتظلماتهم، مؤكداً أن هذا الملف يوجد على رأس أولويات المرحلة المقبلة، وأن السلطات الإقليمية عازمة على إيجاد حل جذري لهذا المشكل في أقرب الآجال، وفق مقاربة بيئية وتنموية متكاملة.

مشاريع تنتظر الانطلاقة

اللقاء شكّل كذلك فرصة لاستعراض ملفات أخرى ذات طابع استعجالي، منها تأهيل المنطقة الصناعية، وتوسيع شبكة الكهرباء، وتحسين خدمات النقل المدرسي، وتبسيط مساطر الولوج إلى السكن، وتأهيل عدد من المحاور الطرقية، إلى جانب النهوض بقطاع الصيد التقليدي وربط الجماعة بمحيطها الإقليمي والجهوي عبر خدمات نقل عمومي فعالة.

خلاصات وتوصيات

اللقاء اختُتم بتأكيد واضح على انخراط السلطات الإقليمية في دعم الجماعة لإطلاق دينامية تنموية واعدة، من خلال تعبئة البرامج الجهوية والمركزية، وتجاوز العراقيل الإدارية والتقنية التي تقف حجر عثرة أمام تحقيق تطلعات الساكنة.

سيدي بيبي، رغم غناها البشري والاقتصادي، لا تزال تُكبلها اختلالات بنيوية متراكمة، وتنتظر إرادة قوية، وتنسيقاً حقيقياً بين مختلف المتدخلين، لتتحول من جماعة مثقلة بالمشاكل إلى قطب تنموي صاعد، يعكس صورة الإقليم ويخدم مصالح ساكنته الواسعة.

A.Boutbaoucht

الأخبار ذات الصلة

المزيد من الأخبار جار التحميل...لا يوجد المزيد من الأخبار

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *