التحدي24- عثمان أيت الحاج
تعيش كل من أكادير وتعازوت خلال صيف 2025 على إيقاع انتعاشة سياحية لافتة، أعادت الأمل لقطاع عانى لسنوات من تداعيات الجائحة وتباطؤ التعافي الاقتصادي.
فمنذ بداية شهر يونيو، بدأت المؤسسات السياحية تستشعر عودة الحيوية إلى الشواطئ والفنادق والمطاعم، وسط مؤشرات تؤكد أن الموسم الحالي قد يكون الأفضل في العقد الأخير.
وبحسب مصادر مهنية مطلعة، فإن نسب الملء في عدد من الوحدات الفندقية تجاوزت 80% منذ منتصف يونيو، مع توقعات ببلوغ الطاقة الاستيعابية القصوى خلال شهري يوليوز وغشت، خاصة مع تزايد حجوزات الزوار القادمين من أوروبا، والمغاربة المقيمين بالخارج، فضلًا عن السياحة الداخلية التي تعيش دينامية متزايدة منذ فترة عطلة عيد الأضحى.
و أشار محمد وهو مسير وحدة فندقية بكورنيش أكادير، في تصريح للموقع، أن “الحجوزات هذا العام بدأت مبكرًا، وهناك إقبال ملحوظ من الزوار الفرنسيين والألمان، إلى جانب السياح المغاربة الذين يفضلون أجواء المدينة المعتدلة وبنيتها التحتية الجيدة.”
هذا التحول الإيجابي لم يكن صدفة، بل ثمرة سلسلة من التدابير التي أطلقتها السلطات المحلية بشراكة مع المكتب الوطني للسياحة والمجالس المنتخبة، والتي شملت تعزيز الأمن وتنظيم الشواطئ، وتحسين جودة الخدمات، مع إطلاق حملة ترويجية رقمية وواقعية موجهة للأسواق الأوروبية والخليجية.
في المقابل، دعا مهنيون في القطاع إلى مواصلة الاستثمار في تطوير العرض السياحي، وتنويع الأنشطة الترفيهية والثقافية، وتسهيل شروط الاستقبال والتنقل، خصوصًا في ظل منافسة قوية من وجهات متوسطية أخرى.
هاته المؤشرات تفيد بلا شك أن المدينة تستعيد موقعها كواحدة من أهم الوجهات الشاطئية في شمال إفريقيا، والأرقام الأولية تؤكد أننا أمام موسم استثنائي بكل المقاييس.
اللافت أيضًا هذا الصيف هو تنامي الإقبال على الأنشطة البيئية والسياحة الجبلية، حيث شهدت مناطق مثل تغازوت، إيموزار وبارك سوس ماصة انتعاشًا ملحوظًا، مع تنظيم جولات مشي وركوب أمواج، ما أسهم في تنويع التجربة السياحية المقدمة للزائرين.
محمد بوهريست رئيس جماعة تغازوت قال في اتصال هاتفي بالموقع، أن ” تغازوت أصبحت اليوم مستعدة لاستقبال الزوار، حيث تمت برمجة عدد من الإجراءات الرامية الى تحسين خدمات القرب للمصطافين بالشاطئ وتكثيف ضور فرق النظافة النظافة بشكل دوري مع دعم التظاهرات الفنية والرياضية التي تدعم استقطاب السياح المغاربة والأجانب “.
ومع حلول شهر يوليوز، تتواصل استعدادات المدينة لاحتضان تظاهرات ثقافية وفنية من شأنها جذب المزيد من الزوار، مما ينتظر منه يُنعش ليالي المدينة ببرمجة متنوعة تستهدف مختلف الأعمار والجنسيات.
وعلى غير العادة، تتجه كل من أكادير وتغازوت بخطى واثقة نحو استعادة مكانتها كقاطرة للسياحة الشاطئية بالمغرب، في مشهد تُطبعه عودة الحياة وعودة الرواج للمدينة .








