رفض عدد من الكسابة في المناطق الجبلية بإقليمي تيزنيت وسيدي إفني إحصاء قطعانهم من الماشية، في إطار البرنامج الوطني الجديد الذي يهدف إلى تقديم دعم مباشر للمربين، بقيمة 400 درهم عن كل رأس من إناث الماشية التي يتم ترقيمها و لم تُذبح .
عبر هؤلاء الكسابة عن تخوفهم من تبعات هذا البرنامج، مستحضرين تجارب سابقة وصفوها بـ”المريرة”، خاصةً ما وقع خلال برنامج دعم الأعلاف في السنوات الماضية، و الذي خلف استياء واسعا بين المربين الصغار بالجبال.
وأشار بعضهم إلى أنهم استفادوا حينها من “خنشة زرع مدعمة”، ليُفاجَؤوا لاحقاً بتسجيل أسمائهم في صندوق الضمان الاجتماعي، وفرض أداء اشتراكات شهرية لم يكونوا على دراية بها.
وقال أحد المتضررين في تصريح للموقع: “جبنا خنشة ديال الزرع ديال الدعم، صدقنا غادين نخلصو عليها كل شهر.وقال أحد الكسابة وهو يرفض ترقيم نعاجه:
“أنا غير إبعدو على نعيجات ديالي، ما يقيدوهم، لا أريد دعم 400 درهم.. إقيدو لي وحدة أو جوج وغدا يجي يقول لي خلّص تاني، معبراً عن فقدان الثقة التام في مثل هذه البرامج.
يأتي هذا البرنامج ضمن حزمة إجراءات أعلنت عنها وزارة الفلاحة لدعم الفلاحين ومربي الماشية في ظل التحديات المناخية والاقتصادية، إلا أن نجاحه يبدو مرهوناً بترميم الثقة المفقودة بين الدولة والمستفيدين.و تحفظ مجموعة من الكسابة من عملية إحصاء القطيع، بسبب المخاوف من فقدان الدعم أو التعرض للعقوبات، اذا ما افضت عمليات الإحصاء لديهم عن تراجع عدد القطيع خصوصا و أن السنوات الأخيرة عرفت مواسم جفاف متوالية اثرت على الغطاء النباتي و ندرة المياه ، و أعلنوا عن توجسهم من احتمالية التلاعب بالأرقام، لصالح جهات إدارية و أطراف أخرى ما !و ينتاب كذلك قطاع عريض من الكسابة، تخوف من عدم وجود آلية واضحة، للتعامل مع الأخطاء المحتملة في برنامج الإحصاء .