زيارات مباغتة وتواجد مستمر: هكذا غيّر أيت بوشعيب خارطة الأمن في سيدي إفني.

منذ تعيينه على رأس المنطقة الأمنية بمدينة سيدي إفني، برز اسم محمد أيت بوشعيب كواحد من المسؤولين الأمنيين الذين اختاروا الاقتراب من الميدان والانخراط الفعلي في دينامية تعزيز الأمن والاستقرار داخل المدينة ومحيطها الترابي.
فمنذ الأسابيع الأولى لتوليه المسؤولية، حرص أيت بوشعيب على إرساء ثقافة أمنية جديدة قائمة على الحضور الميداني، وتدبير الملفات الأمنية بواقعية ومسؤولية، مع الحرص على الإنصات لنبض الشارع والتفاعل مع شكايات وملاحظات المواطنين والمهنيين على حد سواء.

صباح اليوم، شهد ميناء المدينة زيارة ميدانية مباغتة لرئيس المنطقة الأمنية، عاينت خلالها الجريدة تحركاته بعدة نقاط داخل الميناء، حيث وقف شخصياً على تفاصيل الوضع الأمني وحركة المرور والولوج، مبرزاً مرة أخرى نهجه القائم على القرب واليقظة، وعدم الاكتفاء بالتقارير المكتوبة أو الاجتماعات الإدارية.

هذه الزيارة لم تكن معزولة عن نهج عام دأب عليه المسؤول الأمني، إذ سجل حضوره في عدد من النقاط الحساسة بالمدينة، من الأحياء الشعبية إلى الميناء مرورًا بالمدارات الطرقية ومحيط المؤسسات التعليمية، بهدف ضمان أمن المواطنين وتنظيم المجال العام.

ولم تتأخر نتائج هذه المقاربة الميدانية في الظهور، حيث شهدت سيدي إفني خلال الأشهر الأخيرة انخفاضًا ملحوظًا في بعض مظاهر الجريمة البسيطة، وتنامي الشعور بالأمان في صفوف الساكنة، خاصة في الفترات الليلية التي تعرف فيها المدينة عادة بعض التوترات الموسمية.

وتحظى تحركات أيت بوشعيب بتقدير من الفاعلين المحليين والحقوقيين، الذين يرون فيها تحولًا نوعيًا في أسلوب التدبير الأمني، من خلال كسر الحاجز بين المسؤول والميدان، وإعطاء الأولوية للوقاية والتدخل السريع بدل الاقتصار على المعالجة البعدية.

كما لا يخفي عدد من المواطنين ارتياحهم لهذه المقاربة الجديدة، معتبرين أن “محمد أيت بوشعيب رجل الميدان قبل المكاتب”، لما يُظهره من صرامة في ضبط الفضاء العام، مقابل انفتاح على التواصل والإنصات لمطالب الساكنة والتجار والمهنيين، خصوصًا في الفضاءات الحساسة مثل الميناء وسوق المدينة.

ويرى متتبعون أن استمرار هذه الدينامية يتطلب دعمًا مؤسساتيًا ولوجستيًا يواكب الجهود الفردية للمسؤولين الأمنيين الميدانيين، خاصة في ظل توسع النسيج الحضري للمدينة وارتفاع الضغط على المرافق العامة، ما يجعل التنسيق بين السلطات المحلية والأمنية ضرورة ملحة لتثبيت الأمن وتجويد الخدمات العمومية.

إن تجربة محمد أيت بوشعيب بسيدي إفني تُجسد اليوم نموذجًا للمسؤول القريب من الميدان، الذي يربط بين المسؤولية والانضباط، وبين الحزم والتواصل، في وقت تحتاج فيه المدن الصغيرة والمتوسطة بالمملكة إلى مثل هذه النماذج التي تُعيد للمواطن ثقته في مؤسساته الأمنية والإدارية على حد سواء.

الأخبار ذات الصلة

المزيد من الأخبار جار التحميل...لا يوجد المزيد من الأخبار

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *