اشتـوكة آيت باهـا: لقاء بلفاع ماسة يرسم ملامح شراكة جديدة بين المجتمع المدني والسلطات

في تجلٍّ واضح للدينامية الجديدة التي يعرفها إقليم اشتوكة آيت باها منذ تعيينه، ترأس السيد محمد سالم الصبتي، عامل الإقليم، أول أمس الأربعاء 16 يوليوز 2025، لقاءً موسعًا مع فعاليات المجتمع المدني بدائرة بلفاع ماسة، بحضور ممثلي السلطات المحلية، والمنتخبين، وعدد من المصالح الخارجية.

اللقاء يأتي في إطار سلسلة من اللقاءات التواصلية التي أطلقها المسؤول الترابي الجديد منذ تعيينه، ويهدف إلى خلق جسور مباشرة للحوار مع الجمعيات النشيطة، وتشخيص أعطاب التنمية المجالية، خصوصًا في المناطق التي تعاني من تفاوتات واختلالات مزمنة.

المنهج التشاركي… والانصات كقاعدة
في مستهل اللقاء، أكد العامل على أن التواصل المباشر هو مدخل أساسي لإصلاح العلاقة بين الإدارة والمجتمع، مشيدًا بالدور الكبير الذي تضطلع به الجمعيات، خاصة في القرى، حيث تساهم في ملء فراغات تنموية حقيقية.

وشدد العامل على أن اللقاء مفتوح للتعبير عن كل المشاكل، بحرية ومسؤولية، دون خطوط حمراء، ما دامت الغاية هي الصالح العام والتنمية المستدامة. كما دعا إلى اعتماد مقاربة تشاركية في معالجة الإشكالات، تكون فيها الجمعيات شريكًا لا مجرد ملتمِس.

الكعبوز… صوت واقعي باسم الساكنة
وسط الحضور المتعدد، كانت مداخلة أحمد الكعبوز، رئيس جمعية الجيل الجديد بدوار تقسبيت، من أبرز محطات اللقاء. فقد قدم هذا الفاعل الجمعوي عرضًا دقيقًا حول مشاكل محلية تعيشها الساكنة، مدعومًا بمقترحات عملية.

  • قنطرة تقسبيت… مشروع متعثر وتهديد يومي
    أوضح الكعبوز أن تعثر بناء قنطرة تقسبيت منذ أربع سنوات، دفع السكان إلى استعمال مسلك يمر وسط الدوار، ما تسبب في تشققات خطيرة للمنازل، وأصبح يشكل خطرًا مباشرًا على الأطفال والمواطنين.
    المطلب: تهيئة طريق مؤقتة تحترم معايير السلامة، في انتظار استكمال الأشغال.
  • ملعب مقيد بالإسمنت… لا بالعشب
    رغم الانطلاق الرسمي لأشغال ملعب تقسبيت المعشوشب منذ دجنبر 2024، فإن نسبة الإنجاز لم تتجاوز 30%، متجاوزة كل الآجال القانونية.
    المطلب: فتح تحقيق في التأخير وتحديد المسؤوليات الإدارية والمقاولاتية.
  • دراسات جاهزة تنتظر إرادة تنفيذ
    الكعبوز قدم للمسؤول الترابي دراستين جاهزتين لمشروعين سوسيو-تنمويين:

مركب سوسيو-اقتصادي لفائدة النساء القرويات

مستوصف للقرب بدوار تقسبيت
وسلم نسخًا منهما للسيد العامل، في أفق النظر في إمكانية دعمهما.

  • مسجد آيت العسري… ينتظر الجمعة
    كما طالب بتسريع ترخيص أداء صلاة الجمعة بمسجد دوار آيت العسري، استجابة لحاجة ملحة لدى الساكنة.

مطالب أخرى تضع الإصبع على الجرح
مداخلات أخرى لجمعيات محلية سلّطت الضوء على قضايا لا تقل أهمية، منها:

النقص الحاد في الماء الصالح للشرب

اختلالات النقل المدرسي

إشكالات العقار السلالي وتعطيل مشاريع استثمارية

النفايات الفلاحية والمنزلية كموارد مهدورة

تأخر مشاريع التطهير السائل

الحاجة إلى فضاءات خضراء ومرافق عامة داخل المراكز القروية

العامل: النسيج الجمعوي رافعة لا يمكن تجاوزها
في ختام اللقاء، عبّر السيد العامل عن إعجابه الكبير بواقعية وجرأة المجتمع المدني بالمنطقة، داعيًا إلى تضافر الجهود لتجاوز التعثرات، والمرور من التشخيص إلى مرحلة تنفيذ الحلول، معتبرا أن “لا تنمية حقيقية دون مجتمع مدني قوي، واقتراحي، ومسؤول”.

نحو مرحلة جديدة من الفعل التشاركي
هذا اللقاء، الذي يأتي بعد لقاءات مماثلة في سيدي بيبي وآيت عميرة، يؤشر على تحول عميق في العلاقة بين الإدارة والمجتمع المدني، قوامه الثقة، والتكامل، والجرأة في اتخاذ القرار، بما يخدم تنمية منصفة وعادلة في كل تراب الإقليم.

رسالة اللقاء كانت واضحة: الدولة والمجتمع المدني ليسا طرفين متعارضين، بل شريكان في معركة واحدة: معركة التنمية.

الأخبار ذات الصلة

المزيد من الأخبار جار التحميل...لا يوجد المزيد من الأخبار

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *