أيت ملول: “بؤر تهميش” تطفو على السطح وسط جدل حول توزيع المشاريع والخدمات

في ظل التحديات التي تواجهها مدينة أيت ملول، تصاعدت حدة الجدل حول ملفات حيوية تتعلق بتوزيع المشاريع التنموية وجودة الخدمات الأساسية، مما يعيد إلى الواجهة التساؤلات حول عدالة التوزيع وفعالية الإدارة المحلية. وقد كشفت رسالتان رسميتان وجههما عضو المجلس الجماعي، السيد عبد العالي أزنكض، لرئيس المجلس، عن حالة من الاستياء الشعبي بشأن إقصاء بعض الأحياء من المشاريع المبرمجة وتدهور خدمات النظافة.

“المزار” و”قصبة الطاهر”: وعود على الورق وإقصاء على الأرض
يُعدّ برنامج عمل الجماعة 2022-2027 بمثابة خارطة طريق للتنمية المحلية، وكان من المفترض أن يمنح حيا المزار وقصبة الطاهر حصة كبيرة من هذه المشاريع، تصل إلى 35% من الميزانية الإجمالية. ومع ذلك، تشير رسالة أزنكض إلى أن الوعود لم تُترجم إلى واقع ملموس، حيث “تركزت أغلب المشاريع في أحياء أخرى”، مما يثير الشكوك حول التزام المجلس بتنفيذ خطته المعلنة.

هذا الإقصاء، الذي يأتي رغم لقاءات سابقة مع جمعيات المجتمع المدني وتقديم وعود رسمية، يطرح علامة استفهام كبيرة حول مصير هذه الأحياء ومستقبل سكانها. العضو المعارض يطالب بإجراءات فورية لتدارك هذا الإخفاق، ويسائل عن الجدول الزمني لتنفيذ ما تبقى من الوعود.

أكوام النفايات تلطخ سمعة “المدينة النظيفة”
لم يقتصر الأمر على المشاريع التنموية، فجودة الخدمات الأساسية، وتحديداً النظافة، أصبحت قضية شائكة تؤرق السكان. في رسالته الثانية، يصف أزنكض وضعًا بيئيًا متدهورًا، حيث باتت النفايات تتراكم في شوارع وأزقة المدينة، مما يؤثر على الصحة العامة والمظهر الجمالي لأيت ملول.

الرسالة تُسائل عن أسباب هذا التراجع المفاجئ في أداء خدمة حيوية، خاصة في وقت كانت المدينة تُعرف بجهودها في هذا المجال. ويشير الكاتب إلى أن “اللافعالية” و”اللامبالاة” قد تؤديان إلى تدهور شامل للمشهد العام، وهو ما يتطلب من المسؤولين اتخاذ إجراءات عاجلة. كما تطرح الرسالة سؤالاً مباشراً حول مصير أسطول النظافة الحالي، في إشارة إلى أن المشكلة قد تكون مرتبطة بالبنية التحتية أو إدارة الموارد.

أسئلة تنتظر الإجابة
تعكس الوثيقتان الدور الرقابي الذي يقوم به المنتخبون لخدمة مصالح المواطنين. ومع ذلك، فإن هذه الأسئلة التي وجهها العضو إلى رئيس المجلس لا تزال تنتظر إجابات شافية وخطط عمل ملموسة. فبين إقصاء الأحياء من المشاريع التنموية وتراكم النفايات في الشوارع، تبقى المدينة على مفترق طرق، حيث تتأرجح سمعتها بين طموحات التنمية وواقع الإهمال.

الأخبار ذات الصلة

المزيد من الأخبار جار التحميل...لا يوجد المزيد من الأخبار

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *