في الذكرى الخامسة لرحيل “أمغار القضية”: أحمد الدغيرني، شعلة نضال لا تنطفئ

صادف اليوم التاسع عشر من أكتوبر 2025 الذكرى الخامسة لرحيل أحمد الدغيرني، المحامي، والكاتب، والسياسي، الذي يُعد أحد أبرز الوجوه التي بصمت تاريخ النضال من أجل القضية الأمازيغية في المغرب. وبعد مرور خمس سنوات على وفاته، لا يزال إرثه حاضرًا وملهمًا لأجيال جديدة من المناضلين.

كان الدغيرني، الملقب بـ”أمغار القضية” (شيخ القضية)، صوتًا جريئًا ومدافعًا صلبًا عن حقوق الإنسان والحقوق الثقافية واللغوية للأمازيغ في المغرب. فقد كرس حياته للنضال، منذ ستينيات القرن الماضي، من خلال العمل الجمعوي والسياسي، مسهمًا في إعلاء شأن اللغة والثقافة الأمازيغية.

ولعب الدغيرني دورًا محوريًا في تأسيس العديد من الهياكل والفعاليات التي شكلت علامات فارقة في تاريخ الحركة الأمازيغية، ومن أبرز إسهاماته الأكثر تأثيرا في مسار القضية الأمازيغية، كونه كان المؤسس المشارك للكونغرس العالمي الأمازيغي وكان أحد القامات التي قادت العمل الأمازيغي على المستوى العالمي، من خلال تأسيس هذه الهيئة الدولية التي تدافع عن حقوق الأمازيغ في مختلف مناطق تواجدهم.

إضافة الى تأسيس الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي، في خطوة جريئة عام 2005، حيث أسس الدغيرني أول حزب سياسي في المغرب بمرجعية أمازيغية صريحة، رغم العراقيل والصعوبات التي واجهها الحزب قبل أن يتم حظره.

ومن الحسنات التي تحسب له أيضا، تأسيسه “للفضاء الجمعوي” سنة 1996، ومن خلاله بناء تحالفات استراتيجية بين الجمعيات الأمازيغية .

الدغرني … مفكر ومناضل القضية :

تميّز الدغيرني عن غيره من المناضلين الأمازيغ بمواقفه السياسية الواضحة والجريئة، ومعارضته لكل ما هو ذو طابع مخزني. كان لا يخشى قول الحقيقة، حتى وإن كانت مكلفة، فضلًا عن إتقانه التعامل مع المعلومة والقراءة العميقة للواقع. لقد كان رجلًا يتمتع بثقافة واسعة ورؤية سياسية عميقة، وترك وراءه إرثًا فكريًا غنيًا، يتضمن كتابات في السياسة والفكر الأمازيغي.

خمس سنوات مرت على رحيل أحمد الدغيرني، وما زالت ذكراه حية في قلوب مناضلي الحركة الأمازيغية والحقوقية في المغرب. إن سيرته ومساره النضالي يمثلان مصدر إلهام لكل من يؤمن بالدفاع عن الحقوق الثقافية واللغوية، ويذكراننا بأن النضال من أجل الهوية والعدالة يستمر دائمًا.

في خضم التحديات التي تواجهها القضية الأمازيغية اليوم، تبرز ذكرى أحمد الدغيرني كشعلة مضيئة، تذكرنا بضرورة التمسك بالمبادئ والثوابت التي ناضل من أجلها. لقد كان بحق، “أمغار القضية”، الذي سيظل رمزًا للنضال من أجل كرامة الإنسان الأمازيغي وهويته.

الأخبار ذات الصلة

المزيد من الأخبار جار التحميل...لا يوجد المزيد من الأخبار

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *