أكادير: إبراهيم فاضل
صور حفيظ مركوك (العمق المغربي)
في خطوة غير مسبوقة على الصعيد الوطني، شهدت مدينة أكادير افتتاح مركز متطور لحماية الحيوانات يهدف إلى استقبال ورعاية القطط والكلاب الضالة، إلى جانب الحالات المحدودة من الحيوانات الكبيرة المتخلّى عنها مثل الحمير والبغال.
يأتي هذا المشروع ضمن استراتيجية تهدف إلى تعزيز حماية حقوق الحيوانات في المدينة، وتوفير الرعاية الصحية لها، والمساهمة في تحسين الصحة العامة للساكنة والحد من انتشار الأمراض المرتبطة بالحيوانات الضالة.
المركز الذي شُيّد على مساحة إجمالية تبلغ 3941 متراً مربعاً، وبغلاف مالي يُقدّر بـ26 مليون درهم، تم تصميمه بعناية فائقة لتوفير بيئة آمنة ومريحة لكل الحيوانات المستقبلة.
وتشمل مرافق المركز فضاءات استقبال مجهزة لاستقبال الحيوانات فور وصولها، ومستودعات لتخزين الأغذية والأدوية، بالإضافة إلى أماكن مخصصة للاستحمام والتنظيف والفحص البيطري الدوري، فضلاً عن قاعة مجهزة لإجراء العمليات الجراحية الطارئة والمقررة للحيوانات المحتاجة.
ويضم المركز مصلحة للإيواء بطاقة استيعابية تصل إلى أكثر من 4000 كلب وما بين 400 و500 قط، ما يجعله من أكبر المراكز من نوعه على الصعيد الوطني.
كما تم توفير مرافق خاصة لتلبية احتياجات الحيوانات الكبيرة، بما في ذلك الحمير والبغال، مع إمكانية تقديم الرعاية البيطرية الأساسية لها.
وأشار مسؤولو المركز إلى أن الهدف الأساسي من هذه المبادرة يتمثل في الحد من ظاهرة انتشار الحيوانات الضالة في المجال الحضري، والتي تمثل تحدياً بيئياً وصحياً للمدينة. ومن خلال تقديم خدمات التعقيم والتطعيم والعلاج الطبي، يسعى المركز إلى تقليل معدلات تكاثر الحيوانات الضالة، والحد من انتشار الأمراض، مع تعزيز الوعي العام بأهمية حقوق الحيوان ورعايته.
كما أكد المسؤولون أن هذا المشروع يأتي في سياق تعزيز التعاون بين السلطات المحلية والجمعيات المهتمة بحقوق الحيوانات، مشيرين إلى أن المركز سيكون نقطة تواصل بين المدينة والمواطنين، حيث يمكن للسكان المساهمة في رعاية الحيوانات أو التبني، والاستفادة من الخدمات الطبية البيطرية المتاحة.
وتعتبر هذه المبادرة بمثابة نموذج يحتذى به على المستوى الوطني، ليس فقط من حيث حجم المركز والتجهيزات المتوفرة، بل أيضاً من حيث الشمولية في التعامل مع مختلف أنواع الحيوانات الضالة والمحتاجة للرعاية.
ويأمل القائمون على المشروع أن يسهم المركز في خلق بيئة حضرية أكثر نظافة وصحة، وأن يرفع مستوى الوعي البيئي والأخلاقي لدى المجتمع حول أهمية حماية حقوق الحيوان.
مع هذا الافتتاح، تؤكد أكادير التزامها بمواصلة العمل على مشاريع رائدة في مجال حماية الحيوانات، لتصبح المدينة نموذجاً وطنياً في تقديم الرعاية الشاملة والمستدامة للحيوانات الضالة، ولتعكس التوازن بين الصحة العامة وحقوق الحيوانات في حياة المدينة اليومية.
