الفضيحة التي كشفت هشاشة القطـاع : حين تتهاوى “أخلاقيات الصحافة” على مذبح التسريبات!!

التحـدي24- خـاص

في غمرة الجدل الذي فجرته التسجيلات الصوتية المسربة لاجتماع لجنة “أخلاقيات الصحافة” بالمغرب، التي بثها الصحفي حميد المهداوي عبر منصته على يوتيوب، لم يكن الحديث منصباً فقط على الخروقات القانونية أو رفض إشراك الدفاع جلسة الحسم في الملف من طرف لجنة أخلاقيات المهنة بالمجلس الوطني للصحافة، بل كان النقاش متعلقاً أساساً بالصبغة الإنسانية للأزمة التي تكمن في الشعور العميق بالخيانة المهنية الذي اجتاح قلوب مئات الصحافيين الشرفاء الذين يناضلون يومياً من أجل المصداقية في التعاطي مع الخبـر بكل مهنية .

هذه التسجيلات، التي وثقت وقائع وصفها كثيرون بـ”الفضائح الأخلاقية”، لم تمس فقط المحامين أو المؤسسات القضائية العليا عبر العبارات المسيئة والاستخفاف المعلن من طرف أعضاء اللجنة بالإجراءات القانونية، بل طعنت أيضاً في عمق القيم التي من المفترض أن تكون الحصن المنيع للمهنة، معتبرين أنها ليست لحظة عابرة، بل هي وقفة تأملية كاشفة لهشاشة المشهد الإعلامي الذي يئن تحت وطأة هذه السلوكيات غير المسؤولة.

وفي سياق ردود الأفعال الغاضبة تجـاه التسريبات، عبرت هيئة المحامين بالرباط في بلاغ لها، بأن هذ الأمر بمثابة تهديد لكرامة الدفاع، باعتبارهم قائمين بمهام الدفاع ومؤتمنين على تطبيق القانون، مشيراً إلى أن تلك العبارات تتعارض بشكل صارخ مع شروط المحاكمة العادلة المنصوص عليها في الفصل 263 من القانون الجنائي.


وأوضح البلاغ أن سلوك أعضاء اللجنة المؤقتة، كما ظهر في الفيديو، يعكس استخفافا بالدفاع وبهيئة المحامين، ويطرح تساؤلات حول طريقة التعامل مع أطراف القضايا، خصوصاً في ملف يعدّ نموذجاً لضرورة احترام الحقوق وضمان النزاهة.

من جانب آخر عبر صحافيون، الذين تجاوز عددهم المائة في بيان إدانة بخصوص الموضوع، معبرين عن صدمتهم العميقة تجاه هاته التسريبات، حيث لم يعد الأمر مجرد خلاف إداري، بل هو مساس بكرامة المهنة التي اختاروها، وشعور مرير بأن من يُفترض أن يكونوا حراس الأخلاق هم أول من انتهكها “.

وفي خضم المطالبات بفتح تحقيق شامل ومطالب بحل المجلس الوطني للصحافة، يتساءل مراقبون عن ما ستخلفه هاته الفضائح المتتكرة في قطاع الصحافة، والتي أصبح القاصي والداني يتحدث عنها في المقاهي والأسواق، وفي مواقع التواصل الإجتماعي، متسائلين عن كيفية استعادة المواطن المغربي الثقة في الإعلام بعد أن سمع بأذنيه ورأى بعينيه كيف تدار كواليس التأديب والإستخفاف بالضحايا والإجراءات ؟

الأخبار ذات الصلة

المزيد من الأخبار جار التحميل...لا يوجد المزيد من الأخبار

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *